١ أكتوبر - حياة مباركة

حياة مباركة
"كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ"

speaker iconطُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. (مزمور 1: 1 -3)

يبدأ سفر المزامير بكلمة رائعة، وهي كلمة "طُوبَى". وهي تتضمن الجوهر أو الاساس لكل الآيات التي تتبعها. وتكشف لنا عن بركات تتدفق في اتجاهين مختلفين. الاتجاه الأول: بركات تتدفق من الرب إلى الإنسان. والاتجاه الثاني: من الإنسان إلى الرب. ويلخص لنا داود مدى السعادة والبركة التي يعد بها الرب الشخص المؤمن، في عبارة واحدة، معبرة جداً. وهي أن "كل ما يصنعه ينجح فيه". فكيف يمكنك أن تصبح هذا الشخص المبارك من الرب، حتى أن كل ما تصنعه، تنجح فيه؟! يعطينا داود النبي الإجابة. ويشرح لنا خمسة شروط لتحقيق ذلك. ثلاثة منها تنهي عن أمور سلبية، واثنان يحثان على أمور ايجابية.
يبدأ المزمور بالجانب السلبي، فيقول: أولاً: ينبغي على المؤمن ألا يتبع مشورة الأشرار. ثانياً: ألا يقف في طريق الخطاة. ثالثاً: ألا يجلس في مجلس المستهزئين. ويتطرق داود النبي في هذا الجزء الى قضية حاسمة في حياة المؤمن. وهي المصدر الذي يستمد منه المؤمن مشورته. وهي قضية هامة جداً، لأن المشورة التي تتبعها هي التي تحدد مسار حياتك. فإن كانت "مَشُورَةِ أشْرَارِ " أي مصدرها أناس يرفضون قوانين الله، أو ينتهكون وصاياه. فلا يحق لك أن تطالب ببركة الرب! ثم يذكر لنا الجانب الإيجابي، ويقول: ينبغي على المؤمن أن تكون مسرة قلبه هي شريعة الرب. وأن يتأمل فيها نهاراً وليلاً، أي بلا انقطاع. لأن المصدر الأساسي لكل مشورة صالحة وحكيمة هي كلمة الله. أي الكتاب المقدس. لذا فإن ملأت قلبك، وذهنك، بكلمة الله. وكانت هي مصدر القيادة الوحيد لحياتك. فتكون بركة الرب من نصيبك، وستنعم بحياة مليئة بالازدهار.
لذا فإن كنت تعبت من الفشل في حياتك... وأُرهِقت من كثرة الإحباطات. أدعوك أن تنتبه الى هذه المبادئ. تأمل فيها جيداً. ثم اتخذ القرار بأن تطبقها عملياً. ستغير مجرى حياتك تماماً، ستنعم بحياة مباركة ناجحة. والله بنفسه هو الضامن لهذا النجاح.

 

صلاة
يا رب، أعلن أنني سوف أتبع مثال داود، وأتعهد ان تكون "شَهَادَاتُكَ هِيَ لَذَّتِي أَهْلُ مَشُورَتِي". (مزمور 119: 24) أمين

Download Audio 

عضو
فريق الخدمة

أهلاً وسهلاً.. زيارتك تهمنا، ونحن هنا فى خدمتك.. يمكنك التحدث الينا مباشرة الآن..

يمكنك التحدث الينا