الاستمتاع بالخليقة
فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!
عندما نتحدث عن العشور فالمقصود هو ما يوصي به الرب أن نقدمه من أموالنا. ولكن ماذا عن أوقاتنا؟ بالنسبة لشعب الرب في القديم. أوصاهم الرب أن يقدموا له يوماً واحداً من أيام الأسبوع السبعة. وهي نسبة أعلى مما أوصى به من جهة ممتلكاتهم المادية. فكم عدد المؤمنين الذين يقدمون يوماً من أيام الأسبوع للرب! إن عدم الالتزام بهذه الوصية هو سبب رئيسي للتوتر، والإحباط، والانهيارات العصبية الكثيرة، التي يعاني منها الأشخاص المنهمكون في أعمالهم.
الرب هو أول شخص استراح. قام بعمله ثم استراح. علق أحد أصدقائي وهو رجل اعمال فلسطيني ويمتلك مطاعم كثيرة -على هذا الأمر قائلاً: "لم يكن الدافع للعمل عند الله، هو أن لديه عائلة يريد أن يدعمها. ولم يكن في احتياج إلى الراحة، لأنه لم يشعر بالتعب. إنما الله عمل، لأن طبيعة عمله هي الخلق. واستراح، لكي يستمتع بعمل يديه. ونحن أيضا، إن لم نستقطع وقتاً، نستريح فيه، ونستمتع بما انجزناه. فنحن في مأساة.
دعني أسألك، ما الذي يتطلب ايماناً أكثر؟ العمل أم الراحة؟ لقد فشل شعب الله، في ان يدخل إلى الراحة، بسبب عدم ايمانهم. ولماذا يفشل المؤمن في أن يدخل إلى الراحة؟ بسبب عدم الإيمان أيضا. هذا هو التشخيص الصحيح للمشكلة.
إن التزامنا بأوقات الراحة يأتي من ادراكنا ان الله هو أول من قام بها. خلال فترات منتظمة، اعتدنا انا وزوجتي على قضاء وقت نسميه "عطلة". ولكن كلمة "عطلة" توحي بأنه ليس لديك ما تفعله. وهي كلمة مشتقة من كلمة "عطل". لذلك، فنحن نفضل أن نطلق عليها كلمة "إجازة". وتسمى في اللغة الإنجليزية (Holiday)، بمعنى "يوم مقدس". وفي الواقع أظهر لنا الرب أنه إن لم نستقطع وقتاً، نقضيه في إجازة، فهذا يعد خطية. وفي العهد القديم، كان برنامج شعب الله، ملئ بأيام الإجازات، التي حددها الرب شخصياً. ولم تكن إجازات اختيارية. وإنما كانت الزامية. ليس بدافع الكسل. وانما بدافع الطاعة لوصية الرب.
صلاة
أشكرك يا رب، من أجل الوعد بالدخول إلى راحتك. أعلن أن الرب استراح ليستمتع بما صنعه، وسأفعل مثله. وأحرص على ألا أفقد راحة الرب. أمين