متحدون بالرب
وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ
إذا لم تصدمك بعض الحقائق الموجودة بالكتاب المقدس، فعلى الأرجح أنت لم تقرأه. فعلى الأرجح أنت لم تقرأه. لأن الكتاب المقدس لديه بعض الحقائق الصادمة للغاية. على سبيل المثال في كورنثوس الأولى 6: 16:
" أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ [عاهرة] هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ [الله]: «يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا..."
نعرف جميعاً عن ماذا يتكلم هذا العدد – عن الفجور الجنسي، عن الزنا، عن إتحاد شخص بامرأة عاهرة. ضع هذا السياق في الاعتبار، ثم تابع ما قاله الرسول بولس لاحقاً:
" وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ." (العدد 17).
لا يمكن إستبعاد هذا العدد من السياق. فكما رأينا في هذا العدد، يتحدث الرسول بولس هنا عن نوع آخر من الوحدة، التي هي حقيقية تماماً، مثل الوحدة الجنسية -ولكنها ليست وحدة جسدية -بل هي وحدة روحية. وهذا هو ما يعنيه أن تقيم عهداً وتتحد مع الرب يسوع الحي القائم من الأموات؛ ليست النفس هي التي تتحد بالرب بل الروح،
"وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ."
تستطيع نفسك أن تُدرك علوم اللاهوت، وربما تُثقل بها أيضاً. ولكن روحك هي التي تدرك الله. الروح هي نفخة الله في الإنسان. في بداية الخليقة، وفي جنة عدن، نفخ الله في أنف ادم، روح الحياة، وهذا هو ما آتى به إلى حيز الوجود. (كما ذُكر في سفر التكوين 2: 7). هذا الجانب من الإنسان، لن يجد راحته أبداً حتى يتحد مع الله. يمكنك أن تسعَ لاهثاً، تبحث عن ملذات وفلسفات العالم، ولكن روحك لن تهتم بكل هذا. روحك تريد الله، وهي فقط التي يمكنها أن تتحد مع الله..
صلاة
أشكرك يا الله، لأنك وحدتني بك. أؤمن أن "مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ " – وأن هذه الحقيقة تنطبق علي. وأعلن أني التصقت بالرب وأصبحت روحاً واحدة معه. أمين